فصل: (سورة الروم: آية 50).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الروم: آية 50].

{فَانْظُرْ إلى آثار رَحْمَت اللَّه كَيْفَ يُحْي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتها إنَّ ذلكَ لَمُحْي الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلّ شيء قَديرٌ (50)}.

.الإعراب:

الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {إلى آثار} متعلّق ب {انظر} {كيف} اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله يحيي {بعد} ظرف منصوب متعلّق ب {يحيي} والإشارة في {ذلك} إلى محيي الأرض وهو اللّه، اللام المزحلقة الواو عاطفة {على كلّ} متعلّق بالخبر قدير.
جملة: {انظر} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسل اللّه الرياح فانظر إلى آثار.
وجملة: {يحيي الأرض} في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.
وجملة: {إنّ ذلك لمحيي} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {هو قدير} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ذلك لمحيي.

.الصرف:

{محيي} اسم فاعل من الرباعيّ أحيا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.[سورة الروم: الآيات 51- 53].

{وَلَئنْ أَرْسَلْنا ريحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا منْ بَعْده يَكْفُرُونَ (51) فَإنَّكَ لا تُسْمعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إذا وَلَّوْا مُدْبرينَ (52) وَما أَنْتَ بهاد الْعُمْي عَنْ ضَلالَتهمْ إنْ تُسْمعُ إلاَّ مَنْ يُؤْمنُ بآياتنا فَهُمْ مُسْلمُونَ (53)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة إن حرف شرط جازم {أرسلنا} في محلّ جزم فعل الشرط الفاء عاطفة {رأوه} في محلّ جزم أيضا معطوفة على {أرسلنا} اللام الثانية لام القسم دلّ عليه اللام الأولى الموطّئة {من بعده} متعلّق ب {يكفرون}.
جملة: {أرسلنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {رأوه} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ظلوا} لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: {يكفرون} في محلّ نصب خبر ظلوا.
(52) الفاء تعليليّة لا نافية في الموضعين، والمفعول الثاني ل {تسمع} الأول ضمير يعود على المفعول الثاني ل {تسمع} الثاني على سبيل التنازع {ولّوا} ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والواو فاعل {مدبرين} حال مؤكّدة للعامل منصوب.
وجملة: {إنّك لا تسمع} لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تحزن عليهم فإنّهم صمّ كالموتى.
وجملة: {لا تسمع الموتى} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لا تسمع الصمّ} في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: {ولّوا} في محلّ جرّ مضاف إليه. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
(53) الواو عاطفة ما نافية عاملة عمل ليس {أنت} ضمير منفصل اسم ما {هادي} مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة رسما مراعاة لقراءة الوصل {عن ضلالتهم} متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف، إن نافية {إلّا} للحصر من اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {بآياتنا} متعلّق ب {يؤمن} الفاء عاطفة.
وجملة: {ما أنت بهادي} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لا تسمع.
وجملة: {إن تسمع} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: {يؤمن} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {هم مسلمون} لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن.

.الصرف:

(51) مصفرّا: اسم فاعل من الخماسيّ اصفرّ، وقد يكون اسم مفعول فالوزن واحد بسبب تضعيف الراء، فإذا فكّ الإدغام ظهر الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول في اللفظ، وزنه مفعلّ بضمّ الفاء وتشديد اللام.

.[سورة الروم: آية 54].

{اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُمْ منْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ منْ بَعْد ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ منْ بَعْد قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَليمُ الْقَديرُ (54)}.

.الإعراب:

{من ضعف} متعلّق ب {خلقكم} {من بعد} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل في الموضعين ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف الواو عاطفة- أو حاليّة- {القدير} خبر ثان مرفوع.
جملة: {اللّه الذي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقكم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {جعل} الأولى لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: {جعل} الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى.
وجملة: {يخلق} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ {اللّه}.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {هو العليم} في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلق.

.الصرف:

{شيبة} مصدر سماعيّ للثلاثيّ شاب وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي شيب بفتح فسكون، ومشيب بفتح الميم وكسر العين.

.[سورة الروم: الآيات 55- 57].

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسمُ الْمُجْرمُونَ ما لَبثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقالَ الَّذينَ أُوتُوا الْعلْمَ وَالْإيمانَ لَقَدْ لَبثْتُمْ في كتاب اللَّه إلى يَوْم الْبَعْث فَهذا يَوْمُ الْبَعْث وَلكنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئذٍ لا يَنْفَعُ الَّذينَ ظَلَمُوا مَعْذرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {يقسم} ما نافية {غير} ظرف منصوب متعلّق ب {لبثوا} {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله {يؤفكون} الواو فيه نائب الفاعل.
جملة: {تقوم الساعة} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يقسم المجرمون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما لبثوا} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {كانوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يؤفكون} في محلّ نصب خبر كانوا.
(56) الواو عاطفة، والواو في {أوتوا} نائب الفاعل اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {في كتاب} متعلّق ب {لبثتم} بحذف مضاف أي في تقدير كتاب اللّه {إلى يوم} متعلّق ب {لبثتم} الفاء عاطفة الواو عاطفة لا نافية.
وجملة: {قال الذين} لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.
وجملة: {أوتوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {قد لبثتم} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة القسم المقدّر في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {هذا يوم} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {لكنّكم كنتم} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {كنتم لا تعلمون} في محلّ رفع خبر لكنّكم.
وجملة: {لا تعلمون} في محلّ نصب خبر كنتم.
(57) الفاء عاطفة {يومئذ} ظرف منصوب متعلّق ب {ينفع} المنفي لا نافية {الذين} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به مقدّم الواو عاطفة.
لا مثل الأولى، والواو في {يستعتبون} نائب الفاعل.
وجملة: {لا ينفع} لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.
وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا هم يستعتبون} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا ينفع.
وجملة: {يستعتبون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.

.الصرف:

{معذرة} مصدر سماعيّ لفعل عذر باب ضرب أي رفع عنه اللوم أو الذنب، وزنه مفعلة بكسر العين.

.الفوائد:

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسمُ الْمُجْرمُونَ ما لَبثُوا غَيْرَ ساعَةٍ}.
هذه الصورة البلاغية ضرب من الجناس. وهو إيراد اللفظة الواحدة بمعنيين، أو معان متعددة. وقد ورد هذا الفن البلاغي في الشعر الجاهلي، وفي القرآن الكريم بصورة معتدلة ومستحسنة وجدّ مقبولة، ولكن ما لبث الشعراء في العصور المتأخرة أن عضوا عليه بالنواجذ، وراحوا يتبارون في الإكثار منه، تكلفا وتمحلا، حتى أصبح ضربا من التصنّع، بعد أن كان نوعا من الصنعة، وحتى أصبح ممجوجا وممقوتا لدى الشعراء في عصر الانحطاط.
ومن طريف الأمور، أن الشعراء الشعبين، سمعوه لدى الشعراء المثقفين، فبهرهم شكله، وحسبوا أنه ذروة من ذرى البلاغة، فبنوا عليه بعض الفنون من الأدب الشعبي، مثل العتابا، وهي من الشعر المزدوج. وقد التزموا في أشطره الثلاثة الأولى بالجناس التام، وأطلقوا عليه اسم المرصود، ولم يتسامحوا في تجاوز هذه القاعدة.
وهكذا آلت كثير من المحسنات اللفظية والمعنوية إلى فنون مستقلة لدى الشعراء الشعبين، ولولا الإطالة لأثبتنا الكثير من هذه الفنون، وأوردنا الأمثلة الموضحة لهذا الاتجاه.

.[سورة الروم: الآيات 58- 60].

{وَلَقَدْ ضَرَبْنا للنَّاس في هذَا الْقُرْآن منْ كُلّ مَثَلٍ وَلَئنْ جئْتَهُمْ بآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذينَ كَفَرُوا إنْ أَنْتُمْ إلاَّ مُبْطلُونَ (58) كَذلكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوب الَّذينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبرْ إنَّ وَعْدَ اللَّه حَقٌّ وَلا يَسْتَخفَّنَّكَ الَّذينَ لا يُوقنُونَ (60)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لقد ضربنا} مثل لقد لبثتم، {الناس} متعلّق ب {ضربنا} {في هذا} متعلّق ب {ضربنا} {من كلّ} متعلّق ب {ضربنا} الواو عاطفة اللام موطّئة للقسم إن حرف شرط جازم {جئتهم} في محلّ جزم فعل الشرط {بآية} متعلّق بحال من فاعل جئت اللام لام القسم يقولنّ مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.
والنون للتوكيد إن حرف نفي إلّا للحصر.
جملة: قد ضربنا لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة القسم استئنافيّة.
وجملة: {جئتهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.
وجملة: يقولنّ الذين لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {إن أنتم إلّا مبطلون} في محلّ نصب مقول القول.
(59) {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يطبع {على قلوب} متعلّق ب {يطبع} لا نافية.
وجملة: {يطبع اللّه} لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة-.
وجملة: {لا يعلمون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
(60) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر الواو عاطفة لا ناهية جازمة {يستخفّنّك} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم. والنون للتوكيد، والكاف مفعول به لا نافية.
وجملة: اصبر في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قال الكافرون ذلك فاصبر.
وجملة: {إنّ وعد اللّه حقّ} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {لا يستخفّنك الذين} معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: {لا يوقنون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. اهـ.